
“هو فيه عناد فما يتكلم”
يتكرر هذا التعليق على مسمعي دائما أثناء متابعتي لطفل في العيادة..
اشفق بصمت على طفل نال لقب “عنيد” وهو لم يتجاوز سن الثالثة أو الرابعة بعد.. وُسِمَ بالعناد قبل أن يدرك أول كلماته أو يستوعب أولى أساسيات اللغة ..
ذكرت المؤسسة الوطنية للتعلم (National Literacy Trust) في المملكة المتحدة في ورقة بحث لها بعض الأفكار الخاطئة والتي يتم تداولها بين الأهالي ومن بينها أن الطفل يبدأ بالتحدث قبل أن يتطور عنده الإستيعاب.. فربما يرتبط هذا الفكر المتداول مع ما نجده عندنا من إصرار بعض الأهل على الحكم على طفلهم بالعناد لأنه بنظرهم يستوعب ما يقال له لكن “بسبب عناده” لا يتكلم.
لا يمكن لطفل أن يرفض التحدث لمجرد الرفض لسببين وهما أنه يولد ولديه رغبة وفضول للتعلم والاستكشاف, والسبب الآخر أنه يعي أنه بمحاولات التواصل سيحصل على مبتغاه…وهذه المحاولات تبدأ منذ اليوم الأول بالبكاء لتدرك الأم أنه ربما جائع أو يعاني من المغص أو غيره.. وتتطور هذه اللغة لتضاف إليها المناغاة والاشارات والكلمات..
من السهل علينا أن نرمي بلقب “عنيد” على من لا يستجيب لنا دون التعمق فيما قد يكون السبب الخفي وراء قلة أو ضعف استجابة الطفل لنا, ومن الصعب الإعتراف أحيانا أن هذا الطفل يواجه مشكلة أعمق من مجرد “عناد” وأنها تعيقه عن تعلم المهارات واللغة والتي يسبقه اقرانه فيها..
يختلف الأطفال في مراحل تطورهم واكتسابهم للمهارات، ولكن هناك اسباب محتملة تؤثر على تطورهم مثل:
محدودية القدرات الحركية
ضعف التواصل الإجتماعي (مثل التوحد)
ضعف الإنتباه والتركيز
صعوبات التعلم
الاضطرابات السمعية (مثال ضعف السمع أو المقدرة على فهم الأصوات الكلامية)
الإضطرابات النمائية
وغيرها
ومع التقييم المناسب للطفل يمكننا تحديد الصعوبات التي يعانيها وتقديم الخطة العلاجية والتي ستساهم في تطويره وتوعية المربي بكيفية التعامل مع هذه المهارات المحدودة.
هي صعوبات كثيرة قد تضع الطفل في خانة التأخر وعلينا الإنتباه لها منذ وقت مبكر من عمر الطفل, وكلما كان وعينا أكبر وتداركنا للمشكلة أسرع فإن فرصة احتوائها أفضل,, وبالذات في سن ما قبل المدرسة فالتدخل المبكر يبشر بنتيجة أفضل..
…something about literacy cause I saw the words, lol.
إعجابإعجاب
loool…you got it right 🙂
إعجابإعجاب