أنتِ حامل, والأكيد سعيدة بهذا الخبر المفرح الذي سيغير حياتك
سيخبرك الجميع خلالها عن الوحام, وصعوبة تقبلك للكثير من الأطعمة وربما كرهك لبعض الروائح حولك, سيذكرون لك آلام الظهر وزيادة الوزن وتشققات الجلد وركلات الطفل ونومك المتعب خلال فترة الحمل,
وسيتبرعون لك بالكثير من النصائح التي تأتي من خبراتهم السابقة أو مما سمعوه من فلانة وغيرها في كيفية التعامل مع المواقف المختلفة .طبعا والمزيد من الأحاديث فيما يخص آلام المخاض والولادة.
ستبدأين بتجهيزات ما بعد الولادة, وتهتمين بكل التفاصيل الجميلة والتي تخص الرضيع بالذات, ومن ثم تجهيزاتك من ثياب وأغراض تحتاجينها في فترة النفاس وكأم مرضعة..وتجهيزات غرفة استقبال الضيوف الخ.
هل ذكر لك أيا منهم أنه وبالذات في الشهور الأولى من بعد ولادتك لطفلك الجميل أنك ستمرين بأيام تجهلين فيها نفسك؟
وسيرفض الكثيرون الإعتراف أنه قد يأتي مع كل هذه البهجة والفرح الكثير من الألم والذي يطالك أنت كأم قد أنجبت للتو طفلها وفرحتها؟ ربما لم تسمعي أو تدركي ذلك, لأنك مطالبة أن تغضي الطرف عن نفسك وتضعي كل اهتمامك في رضيعك, فهذا ما تفعله الأمهات الحديثات, التركيز على الطفل فقط .
لا أريد أن اخيفك هنا, ولكني لا أريدك أن تشعري بأنك تائهة ووحيدة عندما تشعرين بالغضب من نفسك أو ربما من غيرك لأنك لم تتوقعي هذا الجانب “المتعب” من الولادة.
قد تظنين أنه ربما ساعات المخاض هي آخر آلامك , وقد تكون كذلك بالفعل إن شاء الله.
لكن إن شعرتي أن جسمك يؤلمك كثيرا بعدها,وأن فترة الرضاعة ليست دائما ممتعة بل مؤلمة جدا, وأنك تنظرين إلى نفسك بالمرآة وأنت تبكين, وأن بكاء طفلك المتواصل يقودك للجنون, وأن مشاعرك سلبية جدا,وأن الكثير من الحوارات التي تسمعينها حولك تجعلك تغصين وترغبين بالبكاء بدون توقف, وأنك تشعرين بعدم الرغبة في حمل طفلك أو ارضاعه أحيانا, وأن كل ما يحدث هو فوق قدرتك على التحمل, لا تشعري بتأنيب الضمير, ولا تظني أنك فشلتي كأم, فما يحدث لك يحدث للملايين من الأمهات بعد الولادة, فما تمرين به ليس بهين ليستهين من حولك بمشاعرك حينها أو بآلامك التي قد تستمر لشهور أو أكثر.
قد تعانين من اكتئاب ما بعد الولادة, أو ربما لا تعانين منه, لكن تأكدي دائما أنك تحت ضغط جسدي ونفسي لذا من الطبيعي أن تشعري بالألم وربما الضيق ورغبة البكاء المتواصل, مشاعرك طبيعية جدا وليست حديثا للتندر أو للتقليل من شأنك كأم.
تحكي الروائية إليف شافاق في كتابها “حليب أسود” عن ما اصابها بعد ولادتها لابنتها البكر “عندما عصف بي اكتئاب ما بعد الولادة, قبض علي بقسوة دون أن يحميني أحد, كان يمتطي أمامي كنفق مظلم لا نهاية له, أخافني وأرعب فرائصي, تعثرتُ أثناء محاولتي عبوره, وسقطت أرضا مرات كثيرة, وتشظت شخصيتي إلى أجزاء صغيرة جدا حتى أنني لم أكن قادرة على لصقها معا مرة أخرى…”
هل تشعرين أنك غير قادرة على لملمة ذاتك عندها؟ تأكدي أن ذلك لا يقلل من شأنك شيئا, اطلبي الدعم, لا تخجلي من ذلك, لا تلتفتي لمن يقلل من آلامك, انشري الوعي إن كنت تعرفين شخصا يعاني في صمت, طلب المساعدة الطبية ليس عيبا, طلب المساعدة من شخص قريب “أمك,زوجك,أختك,صديقتك” لن يقلل من أمومتك شيئا. تحدثي عن مشاعرك بصراحة مع من تثقين به ويتفهمك..
من المهم أن تتمكني من انتشال ذاتك في الوقت المناسب بدلا أن تمر تلك الفترة بندوب كثيرة تظل تؤذيك لاحقا وبشكل دائم..
من حق الجميع أن يشعر بالإحتواء خاصة في لحظات الضعف تلك..
ابتسام
جميل 💙💙💙
إعجابLiked by 1 person
رائع!
إعجابLiked by 1 person
شكرًا آلاء
إعجابإعجاب