الطفل والفقدان

بعدما توفت والدتي, كنت غارقة في حزني الشخصي وفي حزن والدي وأخوتي, وبسبب كون وفاتها بعد رحلة معاناة طويلة مع المرض فلم يكن لي الكثير من المجال لأفكر خارج دائرة الألم والإرهاق.
لا اعرف لليوم من الذي فاتح أبنائي بأمر وفاتها, ولا أذكر تلك الفترة وأنا معهم, فطقوس العزاء عندنا تغرقك بين المعزين الذين يدخلون ويخرجون من عندك كأنهم أسراب طير لا تتوقف. فلا تتدارك أي شيء آخر حينها.
اذكر أنني فكرت في ابني حذيفة, فهو البكر وهو من قضى وقتا أطول مع جدته, كيف لا وهو حفيدها الأول الذي اضاء بيتها وسكن قلبها بشدة. خفت عليه, وقلقت على ردة فعله. ظننت أن أثيلة صغيرة على الحزن العميق ذلك ,كانت بالسابعة من عمرها, رأيت فيها الشخص المرح المشغول في اللعب والمرح, لكنني كنت مخطئة جدا.
تعلمت بعدها “وما زلت أتعلم” أننا نجهل الكثير عن هذه القلوب الصغيرة, ونجهل كمية المشاعر ونوعها,تلك المتدفقة من قلوبهم. نجهل ما تفكر فيه ومدى عمق ما تفكر فيه هذه الأنفس. لكن المهم أن نترك لأنفسنا مجالا واسعا لنتعلم منهم كل يوم.
حزن أبنائي على وفاة جدتهم, وكثرت الأسئلة عنها وعن الموت, وكثرت الأسئلة عن اسباب الموت, وكثرت أسئلة عن عمر الإنسان عندما يموت وعن حال الإنسان بعد الموت. وقد تُسأل اسئلة مثل “هل فلان سيموت الخ”, كلها طبيعية ,وكأن الموت يصبح جزءا من احاديثكم لوهلة
:سأشارككم بعض الأفكار والأساليب التي نفعت معي في التعامل مع هذا الموقف

لا تخجل من اظهار حزنك, لكن لا تبالغ فيه أمامهم, فالنواح والصريخ يضران طفلك,من المهم اظهار حزنك بطريقة مناسبة

 احترم حزنه ومشاعره ولا تستهين بها أو تسخر منها. ما زالت ابنتي أثيلة تبكي جدتها لليوم بعد مرور عامين, كلما تذكرتها تنهمر دموعها وخاصة وقت النوم. قد يختلف أطفالك في التعبير عن مشاعر الحزن, وقد تطول المدة أو تقصر

 عندما يبكي طفلك أو يعبر عن حزنه, استمع إليه واربت على كتفه أو احضنه, قد يكون ذلك كل ما يحتاجه

لا تقلل من حجم الفقد الذي يمر به, قد يكون فقد حيوانه الأليف, لا يهم ما الذي فقده, من حقه الحصول على احترام لفترة بكاءه وحزنه حتى يشعر بتحسن

اطلب المساعدة من شخص قريب إن كنت تشعر بصعوبة التعامل مع هذه المواقف لوحدك, ويمكنك الاستعانة ببعض القصص والكتب الموجهة للطفل والتي تتحدث عن الفقد بأسلوب يناسب عمر الطفل.

استرجع مع طفلك الذكريات المرحة التي جمعت بينه وبين الفقيد,واضحك معه

 اهده شيئا كان للفقيد وقل له أنه سيسعد إن احتفظ بها

اشغله بنشاطات مختلفة , لعب ذهني أو بدني,,مشاوير مع العائلة أو مع الأصدقاء, المهم اشغله بأنشطة تسليه وتشغل عقله

واسأل الله أن لا يريكم في أحبابكم أو أنفسكم مكروها.
كيف تتعاملوا مع حزن أبنائكم؟ شاركونا.

ابتسام