في ستينيات القرن الماضي, جاء الدكتور الأمريكي دونالد كليفتون بفكرة الدلو الذي نملأه ونفرغه حسب مشاعرنا بحيث يمكننا أن نملأه بالمشاعر السلبية أو الإيجابية, وبعدها قام ومع حفيده توم راث بتأليف كتاب “هل دلوك ممتلئ؟ استراتيجيات إيجابية لحياتك وعملك” واستمرت بحوثات الطبيب النفسي دونالد في هذا المجال إلى ما قبل وفاته (2003) وما زال يشاد بعمله في جمعية الأطباء النفسانيين الأمريكية. ففكرته تركز على تعزيز المشاعر الإيجابية والتحكم في المشاعر السلبية.

أما الدكتور جون فالوسكي فهو طبيب نفسي وناشط في مجال حماية الطفل من العنف بالولايات المتحدة فقد تحدث عن فكرة الدلو وعلاقته بتصرفات الإنسان: “إن مشاعرنا وطرق تصرفنا في أي وقت من حياتنا هو نتاج مباشر لما يوجد في هذا الدلو-دلونا”
الكثير تبنى لاحقا فكرة الدلو وبالذات في القرن الحالي, كارول ماككلاود “تُعرف الآن بإمرأة الدلو” متخصصة في مرحلة الطفولة المبكرة, حضرت مؤتمراً للطفولة وعرفت عن فلسفة الدلو ومنها ألفت كتابها “هل ملأت دلوا اليوم؟ دليل الطفل للسعادة اليومية” في عام 2005 ,ومنذ ذلك الحين تواصل معها مئات المتخصصين والمعلمين ليطبقوا الفلسفة مع الصغار في مختلف المدارس الأمريكية والكندية والعالمية. وبسبب بساطة المفهوم فقد استخدم على نطاق واسع مع الأطفال وحتى في العيادات النفسية المختلفة.

إذا ما الدلو؟ الدلو هنا يرمز لحالتك العاطفية والنفسية. فهو دائما معك لكنه غير مرئي, فلا يمكن لأياً كان أن يراه. لكنك تشعر به. وعندما يمتلئ دلوك فإنك تشعر بالثقة والآمان والسكينة وتصبح أفكارك إيجابية وأكثر تفاؤلاً. وعندما يفيض دلوك من كثرة إمتلائه فإنك تشعر برضا فائق وسعادة كبيرة ومنها تنشر تلك المشاعر الإيجابية لمن حولك. فمثلا يمكنك أن تملأ دلو أحدهم بإحترامك له, وابتسامك له وربما شكره أو مساعدته أو مدحه.

بينما يصبح دلوك فارغا أو غير ممتلئ عندما تحيطك المشاعر السلبية, ربما بسبب مواقف أو بسبب أشخاص يعاملونك معاملة سيئة أو يغضبون منك أو يتنمرون عليك.فعندها تشعر بالحزن أو الغضب أو أنك بدون قيمة أو تشعر الخوف وحتى المرض. فما الذي يحدث معك عندها؟ تشعر أن الحياة ترميك بالكثير من التحديات فيؤثر ذلك على تصرفاتك مباشرة وربما تصبح سلبيا فتبدأ ب”الغرف” و”الأخذ” من دلو غيرك.. فيصاب ذلك الشخص بالإحباط أيضا.. وتظل أنت محبطا لأن الغرف من دلو الغير لن يملأ دلوك..هذا الغرف يكون بمعاملتك من حولك بأسلوب سيء,, ربما التنمر أو أن تجرح أحدهم بكلماتك أو أن تعنفه.

البعض وصل لمرحلة يستطيع أن يضع غطاء على دلوهم.. بالتدريب وبالوعي بخصوص المشاعر التي تعترضنا يوميا سواءً الإيجابية منها أو السلبية. لذا يحتفظون بكل المشاعر الجميلة بالدلو مهما كان ما حولهم محبط بوضع الغطاء على الدلو لحمايته. وأيضا يصبحون أكثر حذرا من الغرف من دلو الغير والتسبب في الاحباط لهم.

إذا الخلاصة أن نفكر أن كل منا يولد وكأنه يملك دلواً..هذا الدلو هو حالة الشخص العقلية والعاطفية. وإن كنت أنت أباً أو أماً فدورك أن تبدأ بملئ هذا الدلو. عندما تحضن الطفل وتهتم به وتغذيه بالحب والإهتمام والإحترام والآمان فأنت تملأه بشكل ايجابي. وبالمقابل نعلم هذ الطفل (ونعلم أنفسنا) أن هذا الدلو خاصتنا يمتلئ أيضا عندما نهتم ونرعى الآخرون. يعني الفائدة تصبح متبادلة. فالتنمر والعنف الجسدي واللفظي والعاطفي لن يشعروك بالتحسن.. بل كأنك “تغرف” من دلو من حولك وتسكبه أرضاً. فلا أنت استفدت ولا غيرك استفاد.
يمكن مساعدة أطفالك على فهم الفكرة بالتمثيل. وبإستخدام دلو لكل منهم. وتضع فيهم قصاصات نجوم وقلوب, وتمثلون موقفا جميلا وموقفا قاسيا.. بحيث تنتشر النجوم والقلوب في دلو الجميع بالمعاملة الحسنة .. وتنسكب النجوم والقلوب أرضا بالمعاملة السيئة.
لتحرص على استغلال دلوك بالطريقة الأمثل.. وذلك بإستخدامه لأجل الأفكار الحسنة والمشاعر الجيدة عن نفسك فتنتشر ما فيها للجميع..
مصدر المعلومات ولمزيد من المعلومات عن هذه الفلسفة:
ابتسام
رائعة ابتسام استمري فضلا
إعجابLiked by 1 person