awareness · ibtisammusings · motherhood · parenthood · parenting · thoughts · التربية · الطفولة · تأملات

أول الغيث كلمة

يناغي رضيعك وهو ينظر إليك,, تبدين مشغولة ومستعجلة جدا وأنت تعدين المرضعة له وتجهزين شنطته ,يرتفع صوته وهو مستمر بالمناغاة والنظر إليك, ما تزالين منشغلة والآن بإبنك الذي لطخ ثيابه بالطعام..تتبعك نظرات الرضيع وأنت تتحركين حوله بسرعة,,تتحول مناغاته إلى صريخ ومن ثم إلى بكاء,,تسرعين لإعطائه لعبته التي يستطيع الإمساك بها الآن لكنه يرميها ويزداد بكاءه ..تحملينه ومن ثم تحملين شنطة الرضيع ويأتي زوجك حانقا يستعجلك لأنك متأخرة,تتجهمين فأنت فعلتي كل ما عليك لكن الأشغال لا تنتهي والرضيع لا يهدأ بالرغم من أنه نظيف وغير جائع,يبدو زوجك هو الآخر مشغولا بشيء ما وهو يحمل ابنك الآخر,
يبكي رضيعك دون توقف, يضع زوجك اللهاية في فهمه فيرميها رافضا لها..
تخرجون من البيت بسرعة متجاهلين نغمة البكاء التي لا تبدو أنها ستتنهي.
سيناريو متكرر, في غرف الإنتظار بالمستشفيات وفي المطاعم والزيارات العائلية وفي بيوتنا, ولن أقول أن هناك حلا سحريا لكل نوبات البكاء هذه..لكن هناك حل واقعي لا يستدعي سحرا وقد يساعدك بشكل سريع ..بسيط وجميل وفعال حتى على المدى البعيد ..يحتاج بعض الجهد والكثير من مهارة التركيز,,ألا وهو الحوار..الحديث..الكلام..أيا كان المسمى..
منذ اللحظة الذي تنتقل حاجة الرضيع من الرضاعة فقط إلى الرغبة في التفاعل معك,,تصبح رغبته في أن “يرى ويسمع” قوية..فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه,
وهنا يبدأ بالمناغاة..
من قال أن المناغاة مجرد صوت ..تلك الأصوات التي يفرحك سماعها لأول مرة من رضيعك..المناغاة عالم عظيم من الحوار,,الرغبة في التواصل والحديث,,,هي الرغبة الأولى في الشعور بك وبالتعلق والقرب منك..والرغبة في الشعور بالأهمية.
ولا تتوقف رغبة طفلك في أن “يكون صوته مسموعا” في هذه المرحلة..بل تستمر طويلا. تستمر هذه الرغبة وبقوة..فلا يكفيه أن تطعمه وتغير له وتشتري له الثياب والألعاب وتشغل له التلفاز. بل الأهم من ذلك كله أن تحادثه,,فإن بدت لك أحاديثه مجرد أصوات,,ومجرد “ضياع وقت” ..فهي أساس تطور لغته وزيادة كلماته ومفرداته, واكتسابه مهارات التواصل والذكاء والإنتباه والتركيز وتنمية ارتباطه بك.
من ينكر أن الكثير من مشاكلنا منبعها نقص في الحوار.. والكثير من المسافات تُخلق بيننا وبين صغارنا فقط من تجاهلنا لكلماتهم منذ البداية والإستمرار على ذلك. فتستمر تلك المسافات لسن المراهقة..وتبهت رغبتهم في فتح مجال للحديث معنا في تلك المرحلة بعدما أهملناهم في مرحلة مبكرة.
التحدث مع أطفالنا ممتع, ويخلق لكم جو جميل من الألفة,, فلا تضيع تلك الفرصة ما دام طفلك ما يزال تحت جناحك.
DSC_0049

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s