تأملات

البدايات للشجعان

قبل عدة سنوات,, قررت التدوين أونلاين,,لا يعني ذلك أني لم أكتب قبلها..بل كنت أكتب كثيراً,لكن عندما تكتب في دفترك الذي تدسه في الدرج السفلي من دولاب ثيابك فإنك تمتلك الكثير من السلطة على ما تكتبه عندها,, بل تملك كل السلطة حقيقة..

أما في اللحظة التي تقررفيها بأن على كتاباتك أن تكون هناك على مرأى شخص آخر لا تعرف عنه شيئا سوى أنه ينتمي لجنس البشر “هذا إذا جزمنا أنه لا يوجد مخلوق فضائي مهتم بنا وبكتاباتنا وجنوننا نحن معشر البشر”….فأنت بالمعني الحرفي للكلمة “تحت رحمتهم”.. لذا قررت “وكنت عندها أعيش بالبحرين مع عائلتي الصغيرة وحياتي تمربما يشبه المد والجزر” ..قررت أنه حان وقت الكتابة أونلاين..كانت فترة ازدهار عالم التدوين,وقررت بأن أكتب بإسم مستعار..

لم يكن عندي ما أخفيه يومها..لكنني ظننت العكس..كنت أتخيل كما هائلا من الأشخاص الذين سيتخذون ما أكتب مادة للثرثرة “والحش”..كتبت عن يومياتي..ومن ثم انتقلت لعالم التدوين باللغة الإنجليزية,,لا ثقة في لغتي الإنجليزية ,بل الكتابة لأجل الكتابة..حيث تقاطع طريقي مع نساء أمهات تجمعنا إهتمامات مشتركة..

لكن يختلف أن تكتب لنفسك عن فكرة أن تكتب لغيرك..كنت أكتب لأنني أرى بأن الكتابة هواية, وتشافي,, وتأمل..لكنني قررت لاحقا بأنني أود أن أكتب لأجل نفسي ولأجل الشخص الآخر الذي يبحث عن ما أبحث عنه دائما..التطور كإمرأة وكأم وكفرد يسعى للتغيير الإيجابي..أو لسبب بسيط, أن يشعر الطرف الآخر بأن هناك من يشبهه,ويفهمه..

الفكرة كانت مرعبة جدا لي..وأخذت مني مجهودا معنوياً كبيرا لأتمكن من تحقيقها..لم أتجرأ بأن أسمي حسابي بمسمى له علاقة من قريب أو بعيد بالتربية,,فمن أنا لأعطي نفسي هذه المسؤولية العظيمة..وقررت أنها ستظل مثلما هي, تأملات شخص لا تمنحه المعرفة المتخصصة..وبذلك لن أشعر بأنني أعطي نفسي أكبر مما استحق..أو أوهم المتلقي بذلك..

لأن البدايات صعبة جدا للهواة أمثالي..فأنا مجرد هاوية..لست محترفة ولم أكن يوما محترفة..

بدأت الكتابة بالعربية وما زالت كتاباتي مليئة بالأخطاء النحوية واللغوية..وكتبت باللغة الإنجليزية التي لا أحب كثيرا..كتبت عن التربية وأنا ألتهم الكتب والمقالات التربوية لأنني ما زلت أتعلم وما زالت هناك آفاقا مختلفة لم اكتشفها ولم أفهمها..وضعت اسمي الكامل هناك في عالم التواصل الإجتماعي وأن مدركة تماما بأنه لا رجعة بعدها..

بدأت قناتي الصوتية “البودكاست” وأنا أجهل هذا العالم ولم أحب يوما الإستماع إلى صوتي أو أن أكون تحت الضوء..وهناك البدايات المتعلقة بالتربية..البدايات التي تعني رفض “ما وجدنا عليه آباءنا”..البدايات المتعلقة بدور الأم -الأم والمرأة والإنسانة..تلك البدايات الكثيرة ..والكبيرة..

أقدمت على الكثير من الأمور التي لم أكن يوما محترفة فيها..أو على دراية تامة بها..وما ندمت يوما على ذلك..

لأن البدايات يا أعزائي للشجعان..لا يجب أن تكون محترفا لتبدأ..ولا تسمح لأيا كان بأن يقنعك بغير ذلك…

thumbnail (1)

 

 

 

 

الإعلان

4 رأي حول “البدايات للشجعان

  1. كلام رائع .. ومن ينتظر الوقت المثالي حتى يبدا لن يبدا أبداً ..
    ابدأ الان وبعدها يترتب كل شيء ،
    شكرا لشجاعتك ابتسام لبداية المدونة
    وبداية البودكاست أيضاً، لا أنسى أبداً فرحتي حين اطلقتي اول حلقة ❤️ 😄

    Liked by 1 person

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s