مذكرات طالبة · الأم الطالبة

مذكرات الأم الطالبة: سوالف

13 يناير 2021:

بالرغم من أنني أنوي الكتابة عن رحلتي كأم وكطالبة دراسات عليا في مرحلة ما، إلا إنني لم أخطط لكتابة هذه التدوينة الآن ولم تأتي كفكرة لا تقبل التأجيل كبعض التدوينات السابقة. لكنها فكرة ارتجالية ..وشكراً لمحرك البحث جوجل عندما اقترح علي كلمة “ارتجال” لأنني وللأسف صاحبة علاقة غريبة مع اللغة ، فاللغة العربية نقطة ضعفي في القراءة الحرة من فرط حبي لها لكنها تجعلني أنتف شعري “حرفيا” عندما أقرر الكتابة بها..وذلك لا يعني بأنني أفضل حالاً مع الإنجليزية ،فاللغات لم تكن يوما نقطة قوتي مع حبي الكبير لها..يبدو بأنها علاقة حب من طرف واحد!

على كل سأعود لموضوعي السابق..هذه التدوينة غير مخططة، ولدي قائمة بمواضيع أود الكتابة فيها، وتبدو أهم كثيرا ،لكنها مدونتي الشخصية وأنا أحدد ما المهم في هذه اللحظة..أليس كذلك؟

قامت ابنتي الصغيرة قبل قليل بخطف هاتفي من يدي متحمسة للحديث مع بنت خالها في مكالمة واردة من مسقط في هذه اللحظة. وأنا أجلس أمام جهاز الكمبيوتر ولا يصل لمسمعي إلا صوتها المتحمس في الأحاديث الطفولية ، وصوت الغسالة المزعج. وأشعر ببعض الراحة المشوبة بالقلق بعد إرسال عملي لمشرفي ولمن سيقومون بإختباري بنهاية هذا الشهر.

بالأمس فقط نظرت للتاريخ واستوعبت أننا في عام 2021. ربما مللتم مثلي من تكرار خبر أن عام 2020 كان غريبا وجنونيا الخ الخ…أما أنا فأحتاج لبعض الوقت لأفقه بأننا تقريبا بنصف شهر يناير من عام 2021. قضيت النصف الأول من شهر ديسمبر في بريطانيا بلياليه الباردة ونهاراته القصيرة جدا أما النصف الثاني كان في مسقط ، وعودتي لمسقط كان لحضور مناسبة عائلية سعيدة. لذا لم يكن للوقت المتعلق بالعالم الخارجي معنى حينها .

انقطعت خلال هذه الفترة عن مواقع التواصل الإجتماعية تقريبا، وأجد أنني احتاج لبعض من قوة الإرادة للعودة، مثل الشعور الذي ينتابني عند اضطراري للعمل بعد إجازة أو العودة للتمارين بعد كسل مطول.

هذه الفترة كانت فرصة للتفكير في أمور كثيرة ، فمثلا مع ازدياد عدد متابعي حساباتي أجد أن هناك ضغطا “غير مرئي طبعا” يفرض علي بأن أظهر بصورة لا تناسبني.. صورة بعيدة جدا عن العفوية التي بدأت بها وأود أن استمر عليها. فأنا لست بمتخصصة ولا أملك خططاً طويلة المدى لحساباتي ولا أتحدث بصفتي “شخص فاهم”. فمعظم مواضيعي عفوية نابعة من تجاربي أو مما تعلمته أو أتعلمه لحظتها. دافعي الوحيد للكتابة هو التعلم ومشاركة ما أتعلم ونشر الفائدة بقدر الإمكان. ومن خلال هذه الرحلة يهمني بأن أعمل على نفسي. لذا علي أن أكون حذرة في عدم تحويل حسابي ليصبح رسميا ثقيلا علي وبعيدا عما أتمناه.

14 يناير 2021:

لا يوجد لدي ما أضيفه هنا ، سوى أنني فخورة بنفسي اليوم لأنني خرجت من منطقة راحتي لأتعلم أمورا تقنية تفيدني في دراستي. أدرك أنني أفعل ذلك لا حباً بل كجزء من متطلبات دراستي لأسهل علي حياتي أولا وثانيا لأتمكن من أداء عملي بشكل أكثر احترافية. لكن لا بأس ببعض الطبطبة والفخر.

أوه وكيف لي أن أنسى أنني قدت سيارتي هنا ولأول مرة ، بعكس الطريقة التي تعودت عليها لسنوات طوال وبقوانين جديدة ، كانت تجربة مخيفة لا أخفيكم القول لكن لا بأس فكل جديد مخيف بأول الأمر.. ولا يعني بأنه لا يشعرك بحس المغامرة والحماس.

قمت بكي كومة من الثياب.. وذلك يدعو للفخر أيضا أليس كذلك؟

15 يناير 2021:

كيف هي حياتي كطالبة وكأم؟ ربما وصفتي الخاصة هي أن لا أفكر بالصورة الكبيرة ، لأنها “ولأصدقكم القول” مرعبة. بل أفكر في القطع الصغيرة التي تساعدني في العبور من خلال أي تجربة قد تملأني بالرهبة.

لذا هناك من سيقول: يا إلهي ، طالبة دراسات عليا مع أبناء ،صغار ومراهقين وفي بلاد غريبة وبحياة غريبة. ماذا عن الضغوطات؟ ماذا عن موازنة حياتك وعن المهام المختلفة؟ ، وماذا إن مرض أحدهم أو المواعيد النهائية؟ وعن اللغة والواجبات وتحضير الوجبات والتسوق والمعاملات والمؤتمرات والمحاضرات الخ الخ. اتفق معكم بأن الصورة مخيفة إذا عرضتها بهذه الطريقة. وقد مررت بتجارب سببت لي القلق ..لكنني أعيشها بأن أقسمها كقطع البازل لكي لا أرهق نفسي في مخاوف لن تدفعني للأمام بل للخلف. والحقيقة بأنني لا استمع للأفراد السلبيين من هذه الناحية. وذلك لا يعني بأنني شخص إيجابي متفائل لكنني واقعية وأستقبل الحياة كل يوم على حدة ، ولا أقلق نفسي بالتفكير بما قد لا يفيدني وما لا يمكنني التحكم به. وأنا أيضا عملية بحيث أنني اعمل على ما أريد أكثر من مجرد القلق بخصوصه. فأقرأ كثيرا لأحصل على الثقة اللازمة لمواجهة المراحل المختلفة وألجأ لطلب المساعدة إذا سمحت لي الظروف. وأنشغل بنفسي كثيرا وبعالمي كي لا تضيع طاقتي وأتشتت.

سأترككم هنا لأنهي بعض الأشغال بما أنه يوم الجمعة. أحب يوم الجمعة هنا لأنه بداية إجازة نهاية الأسبوع وفيه راحتي من بعد العصر للمساء.

الإعلان

8 رأي حول “مذكرات الأم الطالبة: سوالف

  1. أتفق معك ابتسام، غالباً التركيز على القطع الصغيرة هو سبيل العبور والنجاة مع كثرة المهام.
    استمتعت بسوالفك متابعة جديدة هنا!

    إعجاب

  2. واقعية وأستقبل الحياة كل يوم على حدة
    انا بشبهك بهالجزئية بحس هيك ضروري لتسير الحياة بالحد الادنى من المشاكل

    إعجاب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s