23 يناير 2021:
مررت اليوم على ما يعرف بالميم/meme لشخص يبكي وهناك ملاحظة على الصورة تقول “مفيش وقت للإنهيار..اشتغل وأنت بتعيط” والشخص بالصورة يمسح دموعه بمنديل وهو يقول: “حاضر”. وأضحكني الميم لأنه يمثلني في هذه المرحلة فلا وقت لدي للكثير بسبب إمتلاء يومي بإلتزامات لا نهاية لها والأهم اختبار “يفز” قلبي كلما فكرت به ،لا فرحا ولا عشقا بل قلقاً.
لكنني أتذكر أنني لم أعد أبكي إلا فيما ندر ،فالمثير للإهتمام أنه عندما تصبحين أماً مشغولة جدا فحتى البكاء يبدو ترفاً لا تفكرين به. إلا إذا شاهدت فيلما دراميا حزينا جدا – ربما. ولا أعني بالضرورة أن البكاء شيء سيء أو جيد. فأنا من أشد المناصرين للتعبير عن المشاعر بشكل صحي وتوجيهها بالطريقة المناسبة.
24 يناير 2021:
إنه يوم الأحد، ومشاعري مختلطة إتجاه هذا اليوم، اخترته ليكون اليوم الذي أقوم فيه بتنظيف كل البيت والترتيب وتنظيم ما يمكن تنظيمه. أمارس التنظيف واجبا لا حبا، لا بأس بترتيب الدواليب أو الرفوف، لكن الكنس والغسيل يذكرانني بأغنية عبدالحليم حافظ الذي يقول فيها: “ضيعت عليه العمر يابويا وأنا ليا معاه حكايات، حكايات حكايات حكايات”..مع اعتذاري لوداد التي غنى الأغنية لأجلها.
لكن المميز في هذا الأحد أنها أثلجت وملأت الدنيا بياضا يسر الناظرين. وصورت العشرات من الصور وصنعت رجل ثلج بسيط “على قدي” في الوقت الذي تراشق فيها أبنائي بكرات الثلج وبمتعة. ولأنها أول مرة أحاول فيها صنع رجل ثلج أود أن أبدي اعجابي وتقديري بكل الإنجازات هناك في صنع رجل “أو امرأة” ثلج فالمهمة صعبة جدا وتحتاج لمهارات عالية جدا لا أظن بأنني أمتلكها. غير أن أطراف أصابعي صارت حمراء وتجمدت من فرط البرودة.
29 يناير 2021:
كان أسبوعا حافلاً، لا يمكن أن تتخيلوا كم المشاعر التي مررت بها هذا الأسبوع. كان يوم الثلاثاء بتاريخ 26 تحديدا يوما لا ينسى في تاريخ دراستي. لقد نجحت فيما يعرف بإختبار الupgrade .. هذا يعني أن رحلتي كطالبة عليها اجتياز مختلف المراحل “والحواجز” لتحجز كرسيها بين باحثي الدكتوراة انتهت. يعني أنا باحثة دكتوراة رسميا..ياي..
كنت غير واثقة في نفسي وفي قدرتي على تجاوز هذه المرحلة، كان علي تقديم عرض مرئي ومن ثم ولمدة ساعة ونصف تلقيت كما هائلا من الأسئلة عن مشروع البحث الذي اخترته. بدأت اللحظات بخوف مني وبحة صوت. لكن لأصدقكم القول استمتعت بوقت الأسئلة، فالموضوع الذي سأكتب فيه يمثل شغفا حاليا لي. بلغوني لاحقا بأنني نجحت بدون أن أضيف أية تعديلات على ورقتي وكتبوا لي بعض النقاط التي ستفيدني في رحلة دراستي..لو لم يحدث كل ذلك عن بعد لقمت بإحتضان اللواتي اختبرنني. وبالتأكيد لو لم يكن شبح كوفيد 19 يخيم علينا!.
لاحقا في ذلك اليوم لم أقم بعمل أي شيء يتطلب مني جهدا.. جلست على الكنبة وشاهدت كما هائلا من حلقات من مسلسل بنتفلكس بعدما جهزت الغداء طبعا.. ومن ثم احتفلت بطلب وجبتي المفضلة من إحدى المطاعم للعشاء. ونمت وأنا أحلم بغدٍ أفضل.
طبعا ذلك لا ينفي أن الغد كان مليئا بالدراسة عن بعد. وذلك يشملني ويشمل أبنائي الثلاث. يجلس كل واحد منا أمام شاشة بمنظر أشبه باللوحة التي لا يمكن رؤيتها إلا بهذا الزمن: زمن كورونا. علي متابعة واجبات رميثة المنهمرة عليها بشكل يومي كأمطار البلدان الإستوائية. وفي معمعة الواجبات تلك تذكرت وبسخرية كيف أنني قرأت في مكان ما بأن ست ساعات يوميا من العمل هو حل ممتاز لطلبة الدكتوراة.
ألم يقابلوا يوما طالبة دكتوراة أم+ في عز أزمة كورونا والإغلاق التام؟ لأنه في حال حدث وأن وجدت وقتا للدراسة فأتوقع بأنني سأكون محظوظة جدا إن أكملت الساعتين يوميا.
علي أن أتوقف عن قراءة تلك المقالات التي يبدو أنها مصممة للعزاب والعازبات.
1 فبراير 2021:
الحياة مستمرة، الإغلاق التام مستمر، والتعليم عن بعد كذلك، وعلي أن أكتب مراجعتي البحثية. كطالبة دكتوراة علي أن أطور مهاراتي الأدبية في الكتابة في ذات الوقت الذي أبحث فيما يخص دراستي. وذلك صعب صدقوني فلسنا جميعا أدباء ولا نملك كلنا ملكة الكتابة بالذات في لغة ليست لغتنا الأم.
يومكم سعيد.
ما شاء الله عنك، مبارك وبالتوفيق دائما
والله يقويكِ 💪💪🌷🌷
إعجابLiked by 1 person
الله يبارك فيك ولاء ويوفقك ، شكرا لك ♥️
إعجابLiked by 1 person
تدوينة جميلة وواقعية، بالفعل الام الطالبة تكون محظوظة ان استطاعت الدراسة لمدة ساعتين [غير متواصلتين حتما]
التعلم بلغة غريبة مع وجود ابناء.. أدرك تماما صعوبة الوضع، نحن نخوض تحديات متشابهة!
بالتوفيق لك ولأبنائك🍀
إعجابLiked by 1 person
فعلا بلا شك 😄،
الله يوفقك فيما تخوضينه وييسر أمرك .
شكرا لك ♥️
إعجابإعجاب