مذكرات طالبة · الأم الطالبة

مذكرات الأم الطالبة: سوالف 4

1 مارس 2021:

سألني ابني حذيفة بالأمس وأنا أتجهز للنوم : كيف تستطيعين أن تقومي بمختلف المهام “مثل الإستعداد للنوم” بسرعة بينما نأخذ أنا وأخواتي وقتا أطول. قلت له يا حبيبي ، كنت أخذ وقتا أطول وأنا بعمرك ، وتطورت عندي مهارة السرعة في الإنجاز وغيرها مع العمر والتجارب المختلفة التي مررت بها. وأنه إن كان قلقا بخصوص سرعته فذلك أمر لا يدعو للقلق وكلنا مختلفون وذلك أمر صحي. وتذكرت عندها والدتي رحمها الله وهي تستعجلني دائما ،وأنني بوقت ما كنت فعلا أخذ وقتا أكثر بسبب صغر سني مثلا أو ضعف مهارتي في تسريح شعري أو غيرها من المهام. لذا أحرص دائما على التوضيح لأبنائي بأن هناك دائما المجال للتعلم والتطور ولا يمكن أن نصنف الناس. وأكثر ما يثير حنقي عندما يذكر شخص ما لي أن فلان أذكى من فلان الخ. لسنا أدوات تباع بالسوق مع دليل استخدام. وهناك تعريفات مختلفة لكل شيء فلا يمكن تصنيف البشر لقوائم. أما الإختلاف والتفاوت فهي سمات بشرية طبيعية.

4 مارس 2021:

أقضي ساعات طوال وأنا على الكرسي ومقابل شاشة الكمبيوتر وكلنا نعرف أن ذلك أمر غير صحي لأجسادنا. لكن لا مفر لي حاليا. وبالطبع يصاحب الأمر آلام عضلات الكتف والظهر وغيرها. وهي آلام أعاني منها منذ سنوات لكنها تزداد مع الجلسة الطويلة. لذا اشتريت ما يعرف بحبل المقاومة (لا أدري إن كانت الترجمة صحيحة) وهناك الكثير من مقاطع الفيديو باليوتيوب عن كيفية استخدامه وأنت تجلس على كرسيك.

أتوقع أنها فكرة ممتازة لمن يتطلب عمله الجلوس لفترات طويلة أيضا . هذا المقطع كمثال:

مع تمنياتي لكم بصحة جيدة.

11 مارس 2021:

كان نومي متقطعا البارحة بسبب الرياح الشديدة التي صاحبتها الأمطار الغزيرة وما زالت مستمرة للآن ولكن بدرجات متفاوتة. درجات الحرارة منخفضة مرة ويبدو بأن الربيع سيتأخر علينا.

فتحت المدارس الإبتدائية أبوابها في انجلترا بيوم الإثنين 8 مارس وأما مدارس الثانوية فبدأ بعض الطلاب بالأمس والآخر اليوم. لذا اليوم هو أول يوم لي لوحدي منذ إجازة شهر ديسمبر. ولا أنكركم القول أنني أشعر بالرضا. أحب أولادي حبا جماً ولا علاقة ذلك بفرحتي بعودة المدارس فذلك يعني عودة الروتين بقدر الإمكان ومزيد من الحركة والتعلم ومقابلة الناس. بالطبع لا يشعر أولادي بنفس الحماسة، وذلك متوقع بشكل عام وبالذات في هذه الظروف. يرتاح المرء بوجوده في روتين معين ويصعب عليه العودة لتغيير روتينه وقد يصيبه بالقلق وذلك حدث لي أيضا فقد أصابني بعض القلق بالرغم من أنني كنت أتمنى عودة المدارس. ما زلنا في فترة إغلاق والمؤسسات الوحيدة التي عادت للعمل مع الإحترازات هي المدارس والجامعات.

ذهبت لحرم الجامعة ولأول مرة منذ شهور طوال وكان الشعور غريبا. القليل من الطلبة والموظفين هنا وهناك بكماماتهم. فتحت أبواب المكتبة ويمكننا العمل بها من جديد ولكن يمنع الجلوس مع باقي الطلبة وعلينا أن نلبس الكمامة طوال الوقت. قابلت زميلة لي وذلك لأول مرة منذ شهر مارس 2020 واتفقنا على أن نناقش دراستنا وباقي أخبارنا ونحن نمشي بجانب بحيرة الجامعة. وهذه بعض الصور للبحيرة التي اشتقت لرؤيتها بعد انقطاع طويل.

ومن ثم عدت للمكتبة لأعيد بعض الكتب وأستعير غيرها ومن ثم عدت للبيت وها أنذا أكتب سوالفي لكم هنا. عندما عدت للبيت تحدثت مع زوجي أطمئنه أنني تمكنت من أن قيادة السيارة بدون قلق وأنني وصلت بالسلامة هههه لأنها أول مرة لي أقود فيها نحو الجامعة.

للآن لم أقرر ما الذي علي إعداده للغداء.

13 مارس 2021:

اليوم يوم السبت. أجريت بعض الإتصالات مع أهلي بمسقط. وكنت أتمنى أن نخرج لنمشي للحديقة لكن الرياح ما تزال قوية والسماء مغيمة وأفضل أن أظل في دفء البيت.

هناك أمر مهم على طالب الدكتوراة أن يدركه وهو أنه ما كل ما يتمناه يدركه. مثلا علي أن اجمع بيانات دراستي مثلما اتفقت مع مشرفي في شهر أبريل وبالفترة التي تصادف إجازة الربيع- إجازة مدارس أبنائي. لكنني -أولا- ما زلت في انتظار موافقة الجهة التي سأجمع بياناتي لديهم بالسلطنة ، وثانيا وهذا ما لهم أتوقع استمراره بعد سنة من بداية جائحة كوفيد 19-  وضعت الحكومة اجراءات وتقييدات جديدة للسفر ولا نعرف مدة استمرارها وعلي أن أظل في الحجر لأسبوعين إن عدت إلى مسقط ومن ثم أسبوعين عند عودتي لبريطانيا. وذلك يعني أن يتغيب أبنائي عن المدرسة لفترة طويلة ومن ثم لا أضمن أنه يمكنني جمع الاستبيانات وجها لوجه بمسقط.

أشعر بالحيرة والقلق ولا أريد أن أتأخر في عملي. ليس علي إلا أن أنتظر الآن وأدعو بأن تمشي الأمور مثلما خططت لها.

لكن بدلا من الشعور بالإحباط علي أن أشارككم فائدة اكتسبتها من كل هذا. كأم وكطالبة في ذات الوقت فإنه من المستحيل بأن أتمكن من حضور المؤتمرات والدورات التي تضيف لي بدراستي ، وكل شخص مرتبط بظروف عائلية يدرك ذلك. لكن وبسبب جائحة كوفيد 19 تحولت معظم هذه المؤتمرات إلى المساحات الإفتراضية فيمكنني الحضور وأنا في بيتي وذلك يسعدني حقا.

غدا يوم الأم بالمملكة المتحدة. كل عام وكل الأمهات بخير.

الإعلان

4 رأي حول “مذكرات الأم الطالبة: سوالف 4

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s