الوعي · تأملات

أملك بعضاً من صوتي, والكثير من الأمل

احتفل العالم بيوم المرأة بالأمس بتاريخ 8 مارس, وبقدر ما تحفزني الشعارات التي تبعث فيّ الأمل بغد مشرق للجميع وبالذات للنساءوأحب اقتباس ما قيل عن المرأة وما يقال عنها, وقراءة إنجازاتها بكل مكان,وربما مباركة صديقاتي وزميلاتي بهذا اليوم..والحزن بأن هناك الملايين في وضع لا يحسدن عليه..إلا أنني أعلم بأن ذلك لا يكفي.

تساءلت بالأمس بيني وبين نفسي, ما الجديد؟ والأهم بما أنني شخص واحد لا يملك إلا أمر نفسه: ما الذي فعلته؟..أو لننسى الماضي فقد فات: ما الذي سأفعله مستقبلا؟ لا يهمني الإحتفال كثيرا, فأثره لحظي, لا يصنع فرقا بل ويبعدني عن دور فعال يمكنني تحقيقه, دور يمكنني رؤية ولو أبسط الأثر منه ومن ثم متابعة نفسي بعد عام من الآن والقول: فعلتي شيئا له أثر يا ابتسام, ولو كان أثرا طفيفا قد لا يذكر..

إذاً هناك شيء يمكنني فعله لأضيف للمرأة, المرأة هنا أنا وأنتِ وابنتي وابنتك..المرأة التي تعرفها وتعرفينها..والمرأة التي لا تعرفها ولا تعرفينها..المرأة التي يمكن أن تكون في قرية نائية أو مدينة صاخبة..المرأة التي لا تشبه أحدا أو تشبهنا جميعا..

لكنني إمتلكت بعضاً من صوتي منذ زمن ليس ببعيد عندما قررت بأن أكتب. اكتب هنا لأدون تأملاتي, أكتب في مختلف مواقع التواصل الإجتماعية عن الأمومة, وعن التربية, وعن المرأة الأم, والمرأة الإنسان..ولا اكتفي بالكتابة بل أتحدث عني وعنك في كل فرصة تأتيني..هذا كله حدث عندما تجرأت بأن أشارك كل ذلك بصفتي امرأة قبل كل شيء. لأن ذلك أول ما يصفني, امرأة قررت بأن تكتب ليصل صوتها, لتشارك تجربتها..

قبل عدة أسابيع وأنا غارقة بين كتبي وقراءاتي المتعددة فيما له علاقة بدراستي,, قرأت بأن التجارب لها معنى وقيمة في عالم الأبحاث, في وقت ما كانت لغة الأرقام هي المهمة, وهي  فقط كانت تبدو في ذلك الوقت الحقيقة المطلقة, لكن ذلك ليس بصحيح ,فهناك حقائق متعددة في العالم, ولا حقيقة واحدة فقط, وكلها تعتمد على تجارب الناس وحيواتهم ومعرفتهم ونظرتهم للعالم ..

وكل تجربة مهمة. وكل تجربة تستحق التوثيق والإهتمام…وحق علينا بأن نشارك العالم تجاربنا.

لذا أشارك تجاربي كإمرأة..أشارك تجاربي من منطلق الأمومة وكل ما يدور في فلكه,, وأشارك أحيانا تجاربي الأخرى التي لا تقل أهمية عن تجربتي كأم..أشارك كل ذلك لأجلي, ولأجل ابنتاي, ولأجلكن جميعا,, لا يهمني أن احتفل بيوم المرأة, بل يهمني بأن احتفل بصوتي الذي سيصل بعضاً منه,, مليئا بالكثير من الأمل الذي يقول لي بأن كل ذلك له معنى.

thumbnail (2)

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s